%D8%B7%D9%84%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%88%D9%84%D8%A7%D9%86%20%D9%81%D9%8A%20%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%A7%D9%85%D8%B9%D8%A7%D8%AA%20%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A9%20%D8%A8%D9%8A%D9%86%20%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%84%D9%82%20%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B5%D8%B1%D8%A7%D8%B1 - ارشيف موقع جولاني
الجولان موقع جولاني الإلكتروني

طلاب الجولان في الجامعات السورية بين القلق والإصرار على استكمال تعليمهم
أحمد البديري - بي بي سي - 21\02\2012
رغم أن الجولان يعيش تحت الاحتلال الإسرائيلي، فإن الصليب الأحمر ينسق مرور طلاب الجولان إلى داخل سوريا، لإتمام الدراسة الجامعية، بالتنسيق مع الأمم المتحدة.
الشعور الوطني لأهالي الجولان يشجع أبناءهم على الدراسة في الشام، أي في الوطن الأم.
ويبلغ عدد طلاب الجولان في الجامعات السورية قرابة مئتين وخمسين طالبا.
عاد إلى الجولان السوري خمسة عشر طالبا تخرجوا من الجامعات السورية.
وألقت الأوضاع الأمنية المتردية في الداخل السوري بظلالها على الجولان الذي فُصل بسياج أمني إسرائيلي.
ويراقب أهالي الجولان التطورات الأمنية داخل سوريا، فمنهم من هو مطمئن، ومنهم من يشعر بالقلق.

قلق
التقيت بباسل رضا، وهو شاب أنهى دراسته الثانوية، ورغم أنه كان يحلم بالسفر للدراسة في الجامعات السورية، كما فعل العديد من شباب الجولان، فإنه ألغى هذا المشروع.
باسل يرى أن الأخطار محدقة فقال "منذ البداية كان عندي نية الذهاب، ومصمم على ذلك، ولكن الأوضاع لم تسمح. الإنسان بطبعه أناني، وأنا أحب أن أذهب إلى الشام، فهو وطني وفرصة لا تعوض خاصة لاهل الجولان. لكن في النهاية لا أستطيع أن أكون أنانيا، لأن عندي أهلا وأحبابا وأصحابا هنا، ويوجد خطر محتمل على حياتي كإنسان، وهذا قد يؤثر فيهم، وكما يقال إن الموت يؤلم الأحياء لا الأموات".
طلاب الجولان الجامعيون كانوا يدرسون أينما شاءوا، إلا في الجامعات السورية إبان السنوات الأولى للاحتلال.
ثم استطاع الصليب الأحمر قبل عقدين فقط التنسيق مع الجانبين السوري والإسرائيلي لمتابعة دراستهم داخل سورية نفسها.
وأتاح هذا فرصة ممتازة لتعزيز التواصل بين الجولان والوطن الأم.
في المقابل وضع عدم الاستقرار في سوريا، أهالي الجولان في موقف صعب، فالمستقبل هناك لا يزال غير واضح.

سوريا بخير
عدد كبير من العائلات كعائلة مرعي التي يدرس ابنها عنان الطب لا ترى أن الأوضاع في الداخل السوري سيئة، كما يروج لها في الإعلام.
العائلة تشجع ابنها الذي بقي أمامه عامان لينهي تعليمه ويصبح طبيبا ويعود إلى مجدل شمس، وتريد منه العائلة المضي قدما وعدم الاكتراث بالسياسية وأهلها.
سألت ابتسام مرعي وهي والدة الطالب عنان مرعي عن شعورها إزاء بُعد ابنها والأخبار حول العنف على الجانب الآخر من السياج.
فردت "سوريا بخير ولا يوجد خوف على الطلاب. أنا لم أرى ابني لعامين، ولست قلقة أن لا أراه لعامين أيضا فهو سعيد ومرتاح ويتعلم. إذا قلت له انتبه على نفسك فيقول نحن بخير. وهو بخير حقيقةً، ليس كأنه يخفي شيئا، ولكنه بخير. نحن نعلم بالمشاكل، وهذا لن ننكره، ولكن المؤامرة تستدعي هذا".
رغم أن سكان الجولان من القرويين البسطاء فإن المضاعفات السياسية لما يجري في الداخل أثرت عليهم بشكل كبير.
وهم يرون في أنفسهم امتدادا لشعبهم في الداخل، لهذا فإن النقاشات السياسية لا تخلو منها بيوتهم.